يركز المعرض على السجاد بالدرجة الأولى، لكنه يقدم أيضاً المخطوطات والمشغولات المعدنية والخزف وغيرها من الفنون التي تسلط الضوء على السياقين التاريخي والفني لتلك الفترة. تبدأ الحكاية من المرحلة التيمورية في إيران وآسيا الوسطى (1370 – 1507) حيث يظهر المعرض استمرار الأساليب الفنية وتوارثها من قبل السلالات المتعاقبة أو المتجاورة، مثل الصفويين في إيران (1501 – 1736) والعثمانيين في تركيا (1299 – 1923) والمغول في الهند (1526–1857).
نسيج الإمبراطوريات: زخارف وحرفيون بين تركيا، إيران والهند
المعرض السابق
يضيء معرض نسيج الإمبراطوريات: ترحال الفنون بين تركيا، إيران والهند على تبادل الثقافات الفنية والمادية في المرحلة الأولى من العصر الحديث (القرون 16 – 19).
الصفويون (1501 – 1736)
توضّعت الإمبراطورية الصفوية في إيران على مفترق طرق بين الإمبراطوريتين العثمانية والمغولية، بعد سيطرتها على نفس المنطقة التي كان يسيطر عليها أسلافها التيموريون، تقريباً. شهدت هذه الحقبة تطوراً كبيراً في فنون الكتب، حيث كان هذا النوع من الفنون يتلقى دعماً ملكياً عظيماً للورش الفنية، والنتيجة كانت ظهور أسلوب صفوي أصيل في فن الرسم. إلى جانب المخطوطات، كان يتم إنتاج كميات كبيرة من المنسوجات والسجاد، لاسيّما في عهد الشاه عبّاس (حكم من 1587 – إلى 1629)، وذلك بسبب تقدم التجارة مع أوروبا وإقامة ورش رسمية في العاصمة الجديدة أصفهان، وغيرها من المدن.
كانت التحف والمقتنيات تنتقل بين الصفويين وجيرانهم، سواء كان ذلك على شكل هدايا أو غنائم حرب، نتيجة للحروب والعلاقات الدبلوماسية والتغيرات السياسية. كذلك كان الفنانون ينتقلون من ورشة إلى أخرى. تعكس قطع هذا القسم التبادلات والتطورات التي حدثت في هذه الفترة، كما تلقي الضوء على بعض العناصر الفنية الخاصة التي ظهرت في عدد من الوسائط الفنية المختلفة.
العثمانيون (1299 – 1923)
رغم أن العالم العثماني ظهر في بداية القرن الرابع عشر، إلا أن الازدهار الفعلي للفنون جاء في عهد سليمان القانوني (حكم من 1520 – إلى 1566). فقد مهدّ هذا العهد الذي شهد توسّعاً جغرافياً واقتصادياً كبيراً، الطريق أمام تطور الثقافة والفنون وصولاً إلى القرن التاسع عشر.
وكان لاحتلال العثمانيين منطقة شمال فارس، خصوصاً تبريز - الشهيرة بمراكز حياكتها - عاميّ 1514 و1533 وما تلاها، أثر كبير على الإنتاج الفني، وصل إلى درجة انتقال العناصر الفنية والبراعة الحرفية من إيران إلى تركيا. وقد لعبت مدن مثل اسطنبول وإزنيق وبورصة أدواراً مهمة في تشكيل الهوية التي طبعت الفن العثماني. تظهر في قطع هذا القسم تأثيرات الفن الصفوي، إلى جانب الفن الصيني الذي انتقل من خلال السلالة التيمورية. كذلك تضيء هذه القطع على بعض العناصر الفنية المميزة مثل الشنتماني أو الساز، اللذين أصبحا من السمات المميزة للإنتاج العثماني.
المغول (1526–1857)
مؤسس السلالة المغولية هو بابر، سليل التيموريين وخلفهم. أعقب بابر في الحكم همايون، ثم أكبر وجهانغير وشاه جهان وأورنغزب، الذين رسخوا دعائم الإمبراطورية وأنشأوا روابط تجارية وثقافية قوية مع العثمانيين والصفويين والأوروبيين. وقد أدّى دخول المطبوعات الأوروبية إلى المكتبات المغولية إلى استخدام أنماط فنية مأخوذة من صفحات كتب التاريخ الطبيعي، بالإضافة إلى التأثير الصفوي الذي تأتى من إشراف الفنانين الإيرانيين على المشاغل الملكية، لاسيّما ورش المخطوطات في عهد همايون (حكم من 1530 – إلى 1556) وعهد أكبر (حكم من 1556 – إلى 1605).
يظهر هذا القسم من المعرض كيف ساهمت الرعاية الباذخة والفنون المغولية في التوفيق بين التقاليد التيمورية والثقافة الهندوسية، اللتين تأقلمتا مع ظهور الإسلام في الهند، وارتبطتا بالتأثيرات الخارجية الآتية من تركيا وإيران وأوروبا. نتج عن هذه التوليفة أسلوب مغولي حوّل الحرفيين إلى فنانين مستقلين، وأظهر مواضيع جديدة تم توظيفها في النتاجات الفنية.