نشأ الجو المزدهر لمدينة أصفهان عن طريق سكانها متعددي اللغات والمتنوعين للغاية. في عهد الشاه عباس كانت أصفهان موطناً لمجموعة عرقية ودينية متنوعة شملت الأرمن والجورجيين وجالياتٍ من جنوب آسيا. لعب الأرمن تحديداً دوراً مهماً في إدارة الدولة والتجارة بسبب شبكة تواصلهم التجارية القوية. للاستفادة من هذه الشبكة، أصر الشاه عباس على نقلهم من جلفا (أذربيجان الحديثة) إلى الحي الحديث في جُلفا الأصفهانية "نوجُلفا"، الأمر الذي منحهم العديد من الامتيازات. إضافةً إلى السكان المستقرين كان هناك الكثير من المسافرين الذين عبروا المدينة قادمين من جميع أنحاء أوروبا والهند، كالرحّالة والتجار والمبشرين والدبلوماسيين.
توحي الملابس الحريرية المزركشة التي ترتديها المرأة بأنها كانت سيدة نبيلة، ويشير غطاء رأسها إلى أنها أرمنية وربما تكون من النخبة الحضرية في أصفهان. من القطع الأخرى الملفتة للنظر في ملابس السيدة سترة دون أكمام لها ياقة من الفرو، وسروال مقصَّب مقلَّم، وحذاء أخضر بكعبٍ عالٍ وعدد من قطع المجوهرات.
دليل أزياء أصفهان
إذا كان الحرير يشكل العمود الفقري للاقتصاد الصفوي، فالأزياء كانت جانباً أساسياً من المشهد الاجتماعي الصفوي، لتعبيرها عن المكانة والهوية، لاسيما في عالَم معقّد يضم خلفيات وأعراقاً متنوعة. المنسوجات التاريخية المعروضة -إلى جانب لوحات البلاط التي تُظهر هذه المنسوجات ملبوسةً من قبل أشخاص– تعطينا فكرةً عن أرقى مستويات الموضة في عصر الشاه عباس. تم تشكيل الصورة من خلال النقوش الأوروبية وسجلات السفر التي قدّمت لمحة عن طبقات المجتمع الصفوي الأخرى، لا سيما في مدينة أصفهان التي ضمت أعراقاً مختلفة. من هذه المصادر المتنوعة نعرف أن الذوق الجمالي الصفوي كان يميل إلى استخدام طبقات من الأقمشة الفاخرة ذات أنماط متباينة. كانت الأثواب والمعاطف انسيابية وفضفاضة في القرن السادس عشر الميلادي، لكنها بعد قرن من الزمان باتت تحاكي الأنماط الأوروبية أكثر فأكثر.