Insert text here

أناقةٌ إمبراطورية: نبذة عن قاعات العرض

ينقسم المعرض إلى أربعة أقسام، بدءاً من مرحلة احتكار تجارة الحرير وصناعته الممولة من الدولة، مروراً باستكشاف عملية الإنتاج والمكونات التقنية لتلك المنسوجات. ويوضح المعرض بزوغ نجم أصفهان كعاصمة للإمبراطورية، ويتعمق في الأزياء وصيحاتها في المجتمع الصفوي في عهد الشاه عباس. يعرض القسم الأخير أعمالاً معاصرة ابتكرها مصممون محليون مستوحاة من القطع التاريخية المعروضة.

المشاركة مع صديق

الحرير مقابل الفضة: إستراتيجية الشاه عباس لإعادة بناء إيران

في عهد الشاه عباس، أصبحت إيران دولة مستقرة سياسياً ومزدهرة اقتصادياً، ووصلت إلى مراتب متقدمة في الفنون البصرية والحرفية والهندسة المعمارية. ومن خلال الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية الحازمة التي فرضها الشاه عباس، أعادَ إحياء بلدٍ أنهكته الحروب ضد أعداء الخارج واضطرابات الداخل.

كانت تجارة الحرير في قلب الإصلاحات الاقتصادية للشاه عباس، فأخضع إنتاج وبيع الحرير لسيطرة الدولة، وسرعان ما أصبح الحرير الخام والأقمشة المنسوجة والسجاد، أكثرَ الصادرات الإيرانية ربحاً. ملأت إصلاحات الشاه عباس الخزانة الملكية ومكّنته من رسم خطّة لإحداث تغييرات اجتماعية وثقافية دائمة في المجتمع الصفوي.

Insert text here

لقاء الشاه عباس مع سفير الهند خان عالم. إيران، أصفهان، حوالي 1630–1640م. ذهب، حبر وألوان مائية غير شفافة على ورق. MIA.2014.377. الشاه عباس بشاربه المستدق، وهو يستقبل سفير الهند خان عالم حين زار البلاط الصفوي عام 1618م، نيابة عن الإمبراطور المغولي جهانغير، وشكلت الزيارة حدثاً مهماً آنذاك بسبب المنافسة الشرسة بين الحاكمين الجارين. تم توثيق الاجتماع ليس فقط في السجلات التاريخية، بل في اللوحات الفنية أيضاً. في اللوحة ثلاث شخصيات ترتدي ملابس مقصَّبة فاخرة.

صناعة الحرير في إيران الصفوية

الحرير نوع من ألياف طبيعية قوية ناعمة ولامعة، تنتجه شرانقُ دودة القز التي تتغذى على أوراق التوت. جُلبت ديدان القز لأول مرة من الصين في القرن السادس الميلادي، ورُبيت بنجاح في المناخ الملائم لها في المنطقة الشمالية من إيران بالقرب من بحر قزوين، حيث لا يزال الحرير يُنتج إلى اليوم. في عهد الشاه عباس، كانت عملية الإنتاج بأكملها -بدءاً من حصاد دودة القز إلى صبغ الخيوط- تخضع لرقابة وتنظيم شديدين من قبل وكلاء الشاه. مثّل الحرير الإيراني الخام، المشهور بجودته، أكبرَ صادرات البلاد الاقتصادية في تلك الحقبة.

السجاد، رمز للترف الصفوي

إلى جانب المنسوجات الحريرية، كان السجاد سلعة منشودة من إيران. معظم قطع السجاد صُنعت من الصوف، لكن الحرير كان يدخل في نسيج بعض السجادات الفاخرة. بلغ فن نسج السجاد ذروته خلال الحقبة الصفوية بوجود مراكز إنتاج رئيسة في جميع أنحاء الإمبراطورية، من كرمان وقاشان إلى قزوين وأصفهان.

صُنعت أنواع مختلفة من السجاد، أفخمُها كان يذهب إلى بلاطات إيران والهند وأوروبا، والتجاري منها كان يُباع في الأسواق المحلية والدولية. حَددت تصاميمُ السجاد الإيراني، الدقيقة الملونة، اتجاهاتٍ فنية جديدة بين النخب الأوروبية، التي كانت سابقاً تفضل اقتناء السجاد التركي.

أصفهان نصف العالم

حوالي عام 1590 م، قرر الشاه عباس نقل العاصمة الصفوية من قزوين (قرب الحدود الشمالية الغربية للبلاد) إلى أصفهان في وسط إيران. تمتعت أصفهان -إضافة لأهميتها التاريخية–بموقع إستراتيجي بعيد عن حدودها مع الإمبراطورية العثمانية، وكانت على مفترق طرق رئيسة في تجارة الحرير.

غيّر الشاه عباس وجه المدينة وأصبحت ساحتها العامة المشهورة "نقش جَهان" (صورة العالم) هي قلب العاصمة الجديدة، ومَعلماً على الغِنى الثقافي الذي تمتعت به إيران في الحقبة الصفوية. جذبت أصفهان الزوار من أنحاء العالم؛ لما عُرف عن هندستها المعمارية الرائعة وحدائقها المورقة، وتعدّ أصفهان الإرثَ الأكثر ديمومة لرؤية الشاه عباس. وهناك قول فارسي قديم "اصفهان نصف جَهان" أي: أصفهان نصفُ العالَم.

نقل الشاه عباس بلاطَه إلى أصفهان لتصبح رسمياً عاصمة الدولة الصفوية ومركزها التجاري عقب عام 1597–1598 م. وأنشأ فيها وُرشاً لحياكة السجاد والأقمشة الحريرية. ولتشغيل الورش وتعزيز صادرات الأقمشة؛ شجَّع الشاه عباس الحرفيين -وربّما أجبرهم أحياناً–على القدوم من جميع أنحاء إيران للاستقرار في أصفهان. وبعد عام 1615 م، أعلن الشاه احتكار التاج لتجارة الحرير، ما اضطر أي شخص يرغب في شراء الحرير الخام والمنسوجات الإيرانية إلى السفر إلى أصفهان والتعامل مع وكلاء يتصرفون نيابة عنه.

Insert text here

لوحة شخصية لامرأة أرمنية، إيران، أصفهان، 1650-1670م. ألوان زيتية على قماش. PA.66.1998

نشأ الجو المزدهر لمدينة أصفهان عن طريق سكانها متعددي اللغات والمتنوعين للغاية. في عهد الشاه عباس كانت أصفهان موطناً لمجموعة عرقية ودينية متنوعة شملت الأرمن والجورجيين وجالياتٍ من جنوب آسيا. لعب الأرمن تحديداً دوراً مهماً في إدارة الدولة والتجارة بسبب شبكة تواصلهم التجارية القوية. للاستفادة من هذه الشبكة، أصر الشاه عباس على نقلهم من جلفا (أذربيجان الحديثة) إلى الحي الحديث في جُلفا الأصفهانية "نوجُلفا"، الأمر الذي منحهم العديد من الامتيازات. إضافةً إلى السكان المستقرين كان هناك الكثير من المسافرين الذين عبروا المدينة قادمين من جميع أنحاء أوروبا والهند، كالرحّالة والتجار والمبشرين والدبلوماسيين.

توحي الملابس الحريرية المزركشة التي ترتديها المرأة بأنها كانت سيدة نبيلة، ويشير غطاء رأسها إلى أنها أرمنية وربما تكون من النخبة الحضرية في أصفهان. من القطع الأخرى الملفتة للنظر في ملابس السيدة سترة دون أكمام لها ياقة من الفرو، وسروال مقصَّب مقلَّم، وحذاء أخضر بكعبٍ عالٍ وعدد من قطع المجوهرات.

دليل أزياء أصفهان

إذا كان الحرير يشكل العمود الفقري للاقتصاد الصفوي، فالأزياء كانت جانباً أساسياً من المشهد الاجتماعي الصفوي، لتعبيرها عن المكانة والهوية، لاسيما في عالَم معقّد يضم خلفيات وأعراقاً متنوعة. المنسوجات التاريخية المعروضة -إلى جانب لوحات البلاط التي تُظهر هذه المنسوجات ملبوسةً من قبل أشخاص– تعطينا فكرةً عن أرقى مستويات الموضة في عصر الشاه عباس. تم تشكيل الصورة من خلال النقوش الأوروبية وسجلات السفر التي قدّمت لمحة عن طبقات المجتمع الصفوي الأخرى، لا سيما في مدينة أصفهان التي ضمت أعراقاً مختلفة. من هذه المصادر المتنوعة نعرف أن الذوق الجمالي الصفوي كان يميل إلى استخدام طبقات من الأقمشة الفاخرة ذات أنماط متباينة. كانت الأثواب والمعاطف انسيابية وفضفاضة في القرن السادس عشر الميلادي، لكنها بعد قرن من الزمان باتت تحاكي الأنماط الأوروبية أكثر فأكثر.

شغف الأزياء

لم تتراجع شعبية الحرير الصفوي مع انتهاء حكم الشاه عباس، بل استمرت فترة طويلة بعد ذلك. في أوائل القرن العشرين، شهدت أوروبا افتتاناً ملحوظاً بالفساتين والأزياء المستوحاة من الملابس الفارسية، غذّته عروض فرقة الباليه الروسي الشهيرة التي عُرفت بإنتاجاتها الاستشراقية ، والتي أدخلت معايير جمالية شرقية مذهلة إلى المسرح الباريسي.

وقد هيأ عرض شهرزاد الذي أنتجه الباليه الروسي عام 1910م، والذي استمد إلهامه من حكايات ألف ليلة وليلة، الأجواء لتقبّل كل ما هو فارسي. بعد ذلك بوقت قصير، بدأ الفنانون وبيوت الأزياء والصاغة في ابتكار قطع مستوحاة من التصاميم الفارسية، شملت السترات والمعاطف والصدريات، وحتى حقائب اليد المصنوعة من الحرير الصفوي الأصلي، من إنتاج كارتييه.

Insert text here

يطلق التعاون الأول لمتحف الفن الإسلامي مع M7 حواراً إبداعياً بين الماضي والحاضر، ويلقي الضوء على مجال التصميم المعاصر. تمت دعوة مصممي الأزياء الخمسة المشاركين في المعرض بهدف ابتكار قطع فنية حسب الطلب، مستوحاة من المواد والأنماط والطرازات الخاصة بإيران في القرن السابع عشر. والنتيجة كانت مجموعة متنوعة من الأعمال شملت الحقائب والمعاطف والسجاد. تستخدم بعض القطع مواداً معادة التدوير في إشارة إلى موضوع الاستدامة، علماً بأن كافة القطع تجمع بين الحرفية الدقيقة والتصميمات المعاصرة.

الدليل الصوتي

استكشف قاعات العرض بشكل أكبر من خلال الدليل الصوتي الشامل (باللغة الإنجليزية فقط). استمع الآن