الحرير بملمسه الفاخر وندرته ومعالجته المعقَّدة، كان عبر التاريخ سلعة ثمينة فاخرة تختص بطبقة النبلاء والأثرياء، ويتغنّى الناس بجماله ونعومته. منذ القرن السادس الميلادي، دأبت إيران على إنتاج حرير عالي الجودة حظي بتقدير واسع، وصُدِّر إلى مناطق عديدة حول العالم. في عهد الشاه عباس الأول (حكم 1588–1629م)، الشاه الخامس في السلالة الصفوية (1501–1722م)، عاشت إيران حقبة من القوة السياسية والإبداع الفني، وأصبح الحرير صناعة تشرف عليها الدولة؛ رفدَت اقتصادَ البلاد وأمدّت السوقَ المحلية، والأسواق التصديرية الواسعة الممتدة من إنجلترا إلى تايلاند، والتي كانت توّاقة لاقتناء هذا القماش الرائع. تجاوز تطور صناعة الحرير الآثار الاقتصادية إلى تطوير الفنون وتعزيز التبادل الثقافي.
يوفّر هذا المعرض فرصة فريدة لاستكشاف الجوانب التاريخية والاقتصادية والفنية لصناعة الحرير وأنماط الأزياء في الحقبة الصفوية، ويركز على العاصمة أصفهان كونها قلب الدولة الصفوية، وهو ثمرة تعاون مع المتحف الوطني للفنون الآسيوية في واشنطن (الولايات المتحدة الأميركية).
يُختتم المعرض بسلسلة من الأعمال المعاصرة التي أبدعها مصممون مقيمون في قطر بالتعاون مع M7، مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في التصميم والأزياء والتكنولوجيا. هذه الأعمال الفنية ما هي إلا انعكاس للمنسوجات التاريخية الرائعة المعروضة، وتعبير عن الإلهام القوي الذي لا تزال العقول المبدعة تستمده من الحرير الصفوي إلى يومنا هذا.